وكالة أنباء الحوزة - تزامنًا مع حلول الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل، الذي يوافق ذكرى مولد نبي الرحمة محمد (ص) بحسب رواية أهل السنّة، شهدت مدينة لكناو التاريخيّة والثقافيّة في الهند مشاهد لافتةً حملت في طيّاتها رسالة الوحدة والتضامن. ففي مناطق مختلفة من المدينة، رُفعت صورٌ لسماحة آية اللّه العظمى السيّد علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلاميّة، كُتب عليها عبارة: «نحن -أهل السنّة- قد ارتضينا آية اللّه السيّد علي الخامنئي قائدًا لنا».
وقد لاقى هذا العمل صدىً واسعًا في أوساط الناس واعتُبر مؤشّراً على المكانة المتنامية والشعبيّة المتزايدة التي يحظى بها المرشد الأعلى الإيراني بين المسلمين، وخاصةً أهل السنّة في الهند.
ولقد أسهمت الأحداث الأخيرة، لا سيّما الحرب الأخيرة بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والكيان الصهيوني، في ترسيخ مكانة سماحته، ليس فقط بين الشيعة، بل بين أهل السنّة وحتى غير المسلمين. فالصمود الذي أبدته إيران وفصائل المقاومة، خاصّةً حزب اللّه في لبنان، في مواجهة العدوان الصهيوني، ودعمهم العملي للشعب الفلسطيني المظلوم، قد أثار إعجاب العديد من شباب العالم.
واليوم، يتحدّث الشيعة والسنّة، بل وكثيرٌ من أحرار العالم من غير المسلمين، بصراحةٍ عن المقاومة وقادتها، ويقومون بنشر صور آية اللّه الخامنئي وخطاباته على منصّات التواصل الاجتماعي، معبّرين بذلك عن دعمهم.
وإنّ قيام أهل السنّة في لكناو برفع صور آية اللّه الخامنئي في الثاني عشر من ربيع الأوّل هو في الواقع رمزٌ للوحدة والتضامن في مواجهة الظلم والاستكبار العالمي. فهذه الحركة تبرهن أنّ الأحرار، بغضّ النظر عن مذاهبهم وأديانهم، يقفون صفًا واحدًا لمقارعة الظلم ودعم المظلومين، ويساندون قادة جبهة المقاومة.
وقد عبّر بعض شباب أهل السنّة في منصّات التواصل الاجتماعي عن موقفهم بعباراتٍ واضحةٍ، كتبوا فيها: «قائدنا هو آية اللّه السّيد علي الخامنئي». كما أبدوا استياءهم من مواقف بعض الدّول التي تُعرف بـ«الإسلاميّة»، كالسعوديّة وتركيا، لصمتها حيال جرائم الكيان الصهيوني.
ويُذكر أنّ مدينة لكناو قد شهدت في تاريخ الهند المعاصر نزاعاتٍ وخلافاتٍ مذهبيةً بين الشيعة والسنّة، حيث اندلعت أوّل شرارةٍ لهذه الخلافات سنة 1904م، واستمرّت لعقودٍ، مخلّفةً ضحايا وخسائر جسيمةً، خصوصًا في المناسبات الدينيّة كأيّام العزاء الحسينيّة في المحرّم الحرام أو ذكرى المولد النبويّ في الثاني عشر من ربيع الأوّل. لكنّ اليوم، تحوّلت تلك المدينة التي كانت يومًا مسرحًا للخلاف والتفرقة إلى منارةٍ للوحدة والتضامن في مواجهة الظلم ونصرة المظلومين.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك